الوجه الحقيقي للتسويق الشبكي
شبكات لإصطياد الدرهم بالدولار
يلتقي صديقنا بزميل له ويعرض عليك فكرة مفادها بوجود شركة جديدة للتسويق الشبكي توفر لك عدة مزايا لكي تحقق أحلامك و تزيد من راتبك الذي لايكفي لسد الحاجيات الضرورية لبناء منزل وشراء سيارة وتأمين المستقبل...
يزيد من حججه بالاتصال بالشخص الذي عرض عليه الفكرة مسبقا يسمى سعيد.هذا الأخير قد حقق ثروة لا يستهان بها وله نبرة الصوت تساعده في إقناع الآخرين بأن النجاح مضمون لأنهم يتعاملون على شكل ماتريس لجلب الزبناء الجدد ويتعاونون بينهم لتحقيق الربح.
ويزيد من حججه أن الشركة تبيع منتوج وهذا ليس تسويق هرمي المحرم شرعا و قانونا...
هنا تبدا الافكار تتشتت في ذهنك ويتضح لك طريق واحد فقط وهو :
حساب النبلغ الشهري وضربه في 12 شهرا لتحصل على مبلغ تستطيع أن تشتري به سيارة ومنزل ...إلخ
يتزايد مسلسل الأحلام لأنك لن تساهم سوى بمبلغ بيسط لا يتجاوز أحيانا 500 دولار لتحقق ما لم تحققه لك الوظيفة ولا الاشتغال في الشركات وطرق البيع الأخرى...
تبدأ باستخدام صفحة جديدة لك على الفايسبوك لتحتفظ بسرية المشروع الجديد وتقوم بنشر مقالات أن الشركة صادقة في تعاملاتها وتنشر إثباتات الدفع وغيرها من وسائل الإقناع.
تمر بضعة أشهر وتجد نفسك لا تستطيع أن تفنع الا شخص أو شخصين فقط وتتصل بهم للتعاون ويدعونك لمزيد من التكوين والعمل لجلب الأشخاص لكي تحلل مدخولك. وسرعان ما تجد موقع الشركة مغلق وأنه قيد التحيين والتعديل لإضافة خدمات جديدة،ثم تتصل بصديقك ويخبرك أنه قد بدا في شركة أخرى أكثر مصداقية من الاخرى ... وتتصل بسعيد الذي يوجد في رأس المجموعة ويخبرك ألا تضيع وقتك وابدأ في الدخول لشركات أخرى جديدة أكثر أمانا...
وبذلك يدخل صديقنا في مسلسل لإسترجاع رأسماله فقط بشتى الوسائل...
كثرت الدعوة، عبر الفايسبوك أو الواتساب ، لشركات محلية أو دولية تعرض الربح بنسب متفاوتة ومغرية للشباب الذي أنهكه الإنتظار و تمردت عليه الظروف الإجتماعية الصعبة. ولكن بالرغم من كل هذا فلا بد من استحضار عدة شروط قبل الدخول لمتاهات التسويق الشبكي.
من الذي يربح من التسويق الشبكي؟
في الحقيقة ،الذين حققوا الربح من التسويق الشبكي هم الذين يحتلون المراتب الأولى في الشركة ويكونون لوبي للدفاع عن كل شركة ينخرطون بها. ويستغلون فرصة بدايتها لكسب الأموال. وهناك من يقوم بالإتصال بشركة أجنبية ليكون ممثل لها في دولته .ثم يبأ في تسجيل أفراد عائلته وأصدقائه ليتم توزيعهم على رأس الشبكة وتبدأ مرحلة الإعلان عن بداية التسجيل والإسترجاع السريع للأرباح.
وما أن تعرف الشركة ويصل التسجيل الى المستوى العاشر تقريبا يبدأ هؤلاء في البحث عن شركة أخرى وهكذا يتضرر كل من يوجد أسفل الترتيب ويبدا الجدال في شتم التسويق الشبكي وأضراره.
من الذي يدافع عن التسويق الشبكي؟
التسويق الشبكي بالطريقة الحالية يدافع عنه اللوبي الذي يستغله لمصلحته وأصدقائه. ويدافع عنه كذلك بعض الذين ربوا العاطفة تجاه تلك الشركة لأنهم في مراتب متوسطة حققوا بعض الأرباح ويريدون الحفاظ على العلاقة الجيدة مع اللوبي.
هل التسويق الشبكي حرام أن حلال؟
أول سؤال يطغى على من يريد الدخول لشبكات التسويق هو سؤال الحلال والحرام. فيتقدم ممتهنو هذه الشبكات بالإجابة على هذا السؤال لإقناع الشخص أن ما يمارسونه ليس إلا تجارة كباقي الطرق التجارية الأخرى.كيف ذلك ؟
سيقنعك بدون دليل أنك تمارس فقط عملية البيع والشركة تعطيك ارباحك على هذه العملية.
نعم هذه هي التجارة. لكن في الحقيقة فإن أغلب شركات التسويق الشبكي الموجودة الآن لا تطبق هذا المبدأ.فالأرباح التي يتقاضاها المسوق لاتأتي من الشركة أو المنتوج الذي يباع، وإنما هي جزء من أموال المسجلين حديثا.
حتى أن المنتوج الذي يتحدثونه فهو غائيب تماما في الواقع، فنجد فقط ما يسمى الباقة.
فهل الباقة منتوج؟
مع الأسف لاتوفر الباقة استهلاكا ولا استثمارا للمنخرط. ولكن هي فقط غطاء لعدم وجود منتوج حقيقي او تفادي التسويق الهرمي المعروف بعدم قانونيته.
الربح الشرعي يقتضي تحقق شروط تجارية في عملية البيع.
0 comments :
إرسال تعليق